فصل: (سورة البقرة: آية 74):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.[سورة البقرة: الآيات 72- 73]:

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللَّهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى وَيُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}.

.اللغة:

{ادّارأتم} تدافعتم لأن المتخاصمين يدرأ بعضهم بعضا أي يدفعه ويزحمه والمعنى. اتهم بعضكم بعضا لطمس معالم الجريمة ودرء الشبهة عنه.

.الإعراب:

{وَإِذْ} عطف على القصة الآنفة ونزولهما على ترتيب وجودهما فيكون أنه تعالى قد أمرهم بذبح البقرة فذبحوها وهم لا يعلمون ما وراء ذلك الأمر ثم وقع بعد ذلك أمر القتل فأظهر لهم سبحانه ما كان قد أخفاه من الحكمة {قَتَلْتُمْ} الجملة في محل جر بإضافة الظرف إليها {نَفْسًا} مفعول به {فَادَّارَأْتُمْ} عطف على قتلتم {فِيها} جار ومجرور متعلقان بادارأتم {وَاللَّهُ} الواو اعتراضية واللّه مبتدأ {مُخْرِجٌ} خبر والجملة لا محل لها لأنها اعتراضية {ما} اسم موصول مفعول به لمخرج لأنه اسم فاعل {كُنْتُمْ} كان واسمها {تَكْتُمُونَ} جملة فعلية في محل نصب خبر كنتم والجملة لا محل لها لأنها صلة ما {فَقُلْنا} عطف {اضْرِبُوهُ} فعل أمر مبني على حذف النون وواو الجماعة فاعل والهاء مفعول به والجملة مقول القول: {بِبَعْضِها} جار ومجرور متعلقان باضربوه {كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى} جار ومجرور في محل نصب مفعول مطلق مقدم لأنه في الأصل وصف للمصدر والتقدير يحيي اللّه الموتى إحياء مثل ذلك الإحياء {وَيُرِيكُمْ} عطف على يحيي والكاف مفعول به أول {آياتِهِ} مفعول به ثان {لَعَلَّكُمْ} لعل واسمها {تَعْقِلُونَ} الجملة في محل رفع خبر لعل.

.[سورة البقرة: آية 74]:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ فَهِيَ كَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)}.

.الإعراب:

{ثُمَّ} حرف عطف للتراخي واستبعاد القسوة من بعد ما ذكر من موجبات الليونة للقلوب {قَسَتْ} فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين والتاء تاء التأنيث الساكنة {قُلُوبُكُمْ} فاعل {مِنْ بَعْدِ ذلِكَ} جار ومجرور متعلقان بقست وذلك مضاف إليه {فَهِيَ} الفاء عاطفة وهي مبتدأ {كَالْحِجارَةِ} الكاف اسم بمعنى مثل خبر والحجارة مضاف إليه ولك أن تجعلها جارة والجار والمجرور خبر هي {أَوْ} حرف عطف للتخيير أو للابهام أو للتنويع {أَشَدُّ} معطوف على الكاف إذا كانت اسما أو على كالحجارة لأن الجار والمجرور في موضع رفع {قَسْوَةً} تمييز وكان القياس أن يقول:
أقسى لأن اسم التفضيل يأتي من الثلاثي المستوفي شروطه ولكنه عدل عن ذلك لأن سياق القصة يقتضي العدول إلى الإسهاب وزيادة التهويل بذكر لفظ الشّدّة {وَإِنَّ} الواو استئنافية وإن حرف مشبه {مِنَ الْحِجارَةِ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبرها المقدم {لَما} اللام هي المزحلقة وما اسم موصول في محل نصب اسمها المؤخر {يَتَفَجَّرُ} فعل مضارع مرفوع والجملة صلة لا محل لها {مِنْهُ} جار ومجرور متعلقان بيتفجر {الْأَنْهارُ} فاعل يتفجر {وَإِنَّ} عطف على أن الأولى {مِنْها} جار ومجرور خبر مقدم {لَما} اللام المزحلقة وما اسم موصول اسم إن المؤخر {يَشَّقَّقُ} فعل مضارع مرفوع {فَيَخْرُجُ} عطف على يشقق {وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ} عطف على ما تقدم {مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} الجار والمجرور متعلقان بيهبط بمثابة التعليل له {وَمَا} الواو استئنافية وما نافية حجازية تعمل عمل ليس {اللَّهِ} اسمها المرفوع {بِغافِلٍ} الباء حرف جر زائد وغافل مجرور لفظا بالباء منصوب محلا على أنه خبر ما {عَمَّا} جار ومجرور متعلقان بغافل {تَعْمَلُونَ} الجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول.

.البلاغة:

1- التشبيه المرسل فقد شبه قلوبهم في نبوّها عن الحق، وتجافيها مع أحكامه بالحجارة القاسية ثم ترقى في التشبيه، فجعل الحجارة أكثر لينا من قلوبهم.
2- الاستعارة المكنية التبعية في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم} تشبيها لحال القلوب في عدم الاعتبار والاتعاظ بما هو ماثل أمامها، ناطق بلسان الحال، بالحجارة النابية التي من خصائصها القسوة والصلابة.
3- المجاز العقلي في إسناد الخشية إلى الحجارة وهو كثير في ألسنة العرب.

.الفوائد:

ما الحجازية سميت حجازية لأنها تعمل عمل ليس في لغة أهل الحجاز، وهي نافية مهملة في لغة تميم ويشترط لاعمالها أربعة شروط:
آ- أن لا يتقدم خبرها على اسمها وإلا أهملت وفي أمثالهم: ما مسئيء من أعتب.
ب- أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها وإلا أهملت نحو: ما بك أنا منتصر.
ج- أن لا تراد بعدها إن وإلا بطل عملها كقوله:
بني غدانة ما إن أنتم ذهب ** ولا صريف ولكن أنتم الخزف

د- أن لا ينتقض نفيها بإلا وإلا بطل عملها نحو: {وما محمد إلا رسول}.

.[سورة البقرة: آية 75]:

{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)}.

.اللغة:

الطمع تعلق النفس بإدراك أمر تعلقا قويا فهو أشد من الرجاء يقال: طمع يطمع طمعا وطماعية وطماعية. قال المتنبي:
إلام طماعية العاذل ** ولا رأي في الحبّ للعاقل

.الإعراب:

{أَفَتَطْمَعُونَ} الهمزة للاستفهام والمراد به النهي أو الاستنكار وقد تقدم بحث دخول الهمزة على حروف العطف والمعنى: لا تطمعوا في إقناع هؤلاء العتاة الجفاة القاسية قلوبهم {أَنْ يُؤْمِنُوا} أن وما بعدها في تأويل مصدر منصوب بنزع الخافض {لَكُمْ} جار ومجرور متعلق بيؤمنوا على تضمين يؤمنوا معنى الانقياد {وَقَدْ} الواو حالية وقد حرف تحقيق {كانَ} فعل ماض ناقص {فَرِيقٌ} اسمها {مِنْهُمْ} جار ومجرور صفة لفريق {يَسْمَعُونَ} فعل مضارع مرفوع والواو فاعل وجملة: {يسمعون} خبر كان {كَلامَ اللَّهِ} مفعول به {ثُمَّ} حرف عطف للتراخي {يُحَرِّفُونَهُ} عطف على يسمعون {مِنْ بَعْدِ} الجار والمجرور متعلقان بيحرفونه {ما} مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر في محل جر بالإضافة {عَقَلُوهُ} فعل وفاعل ومفعول به {وَهُمْ} الواو حالية وهم مبتدأ {يَعْلَمُونَ} الجملة في موضع رفع خبرهم والجملة الاسمية في موضع نصب على الحال أي والحال أنهم عالمون بكفرهم وعنادهم وافترائهم.

.[سورة البقرة: الآيات 76- 77]:

{وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ (76) أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ (77)}.

.الإعراب:

{وَإِذا} الواو استئنافية أو عاطفة وإذا ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلّق بجوابه {لَقُوا} فعل ماض مبني على الفتح والواو فاعل وجملة: {لقوا} فعلية لا محل لها من الاعراب لإضافة الظرف إليها {الَّذِينَ} اسم موصول مفعول به {آمَنُوا} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {قالُوا} فعل وفاعل والجملة لا محل لها من الاعراب لأنها جواب شرط غير جازم {آمَنَّا} فعل وفاعل والجملة في محل نصب مقول القول: {وَإِذا} عطف على وإذا الأولى {خَلا بَعْضُهُمْ} فعل وفاعل والجملة في محل جر باضافة الظرف إليها {إِلى بَعْضٍ} جار ومجرور متعلقان بخلا {قالُوا} الجملة لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم {أَتُحَدِّثُونَهُمْ} الهمزة للاستفهام الانكاري وتحدثونهم فعل وفاعل ومفعول به والجملة في محل نصب مقول القول: {بِما} جار ومجرور متعلقان بتحدثونهم {فَتَحَ اللَّهُ} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {عَلَيْكُمْ} جار ومجرور متعلقان بفتح {لِيُحَاجُّوكُمْ} اللام هي لام العاقبة أو الصيرورة لا للتعليل في المعنى لأنهم لم يقصدوا ذلك وإنما كان المآل والعاقبة له ولكنها مثل لام التعليل في العمل ويحاجوكم فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام العاقبة أو الصيرورة واللام ومجرورها متعلقان بتحدثونهم {بِهِ} الجار والمجرور متعلقان بيحاجوكم {عِنْدَ رَبِّكُمْ} الظرف متعلق بمحذوف حال {أَفَلا تَعْقِلُونَ} تقدم حكم همزة الاستفهام إذا دخلت على حرف العطف كثيرا {أَوَ لا} الهمزة للاستفهام التقريري ومعناه حمل المخاطب على الإقرار والاعتراف ولا يخلو من التوبيخ والواو عاطفة وهي بنية التقديم على الهمزة وإنما أخرت لقوة الهمزة ولا نافية {يَعْلَمُونَ} معطوف على فعل محذوف والمعنى أيلومونهم على التحدث بما ذكر ولا يعلمون {أَنَّ اللَّهَ} أن واسمها وما بعدها سدت مسد مفعولي يعلمون ولذلك فتحت همزتها {يَعْلَمُ} فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والجملة في محل رفع خبر أن {ما} اسم موصول أو مصدرية وهي على كل مع مدخولها مفعول يعلم {يُسِرُّونَ} الجملة لا محل لها على كل حال {وَما يُعْلِنُونَ} عطف عليها.

.[سورة البقرة: الآيات 78- 79]:

{وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79)}.

.اللغة:

{أُمِّيُّونَ} لا يحسنون الكتابة والقراءة والمفرد أمي نسبة إلى الأم لأنه ليس من شعل النساء عندهم أو إلى الأمة وهي القامة والخلقة كأن الذي لا يكتب ولا يقرأ قائم على الفطرة والجبلة أو إلى الأمة لأنها ساذجة قبل أن تعرف المعارف.
{أَمانِيَّ} جمع أمنية بتشديد الياء وتخفيفها وهي في الأصل ما يقدره الإنسان في نفسه ويحدس به ولذلك تطلق على الكذب والمراد أنهم لا يعلمون الكتاب إلا كما حدسوه أو تخيلوه في هواجسهم من أنهم شعب اللّه المختار وأن اللّه يعفو عنهم وإن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم وما ذلك كله إلا أكاذيب منمقة لفقها لهم أحبارهم فتناقلوها من دون تمحيص أو رويّة.
الويل مصدر لا فعل له من لفظه ولم يجيء من هذه المادة التي فاؤها واو وعينها ياء إلا ويل وويح وويس وويب ولا يثنى ولا يجمع وقيل: يجمع على ويلات قال امرؤ القيس:
ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ** فقالت لك الويلات إنك مرجلي

وإذا أضيف فالأحسن فيه النصب على المفعولية المطلقة لأنه مصدر لفعل أماته العرب وإذا لم يضيف فالأحسن فيه الرفع على الابتداء وساغ الابتداء لتضمنه معنى خاصا والويل معناه الفضيحة والحسرة وقال الخليل: شدة الشر، وقال غيره الويل: الهلكة.

.الإعراب:

{وَمِنْهُمْ} الواو حرف عطف ومنهم جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم {أُمِّيُّونَ} مبتدأ مؤخر {لا} نافية {يَعْلَمُونَ} فعل مضارع والواو فاعل {الْكِتابَ} مفعول به وجملة: {لا يعلمون} صفة {أميون} {إِلَّا} أداة استثناء {أَمانِيَّ} مستثنى بإلا وهو استثناء منقطع لأن الأماني ليست مندرجة تحت مدلول الكتاب ولهذا وجب نصبه رغم تقدم النفي وإنما يكون ذلك كذلك في كل موضع حسن أن يوضع فيه مكان إلا لكن فيعلم حينئذ انقطاع معنى الثاني عن معنى الاول {وَإِنْ} الواو حالية وإن نافية {هُمْ} مبتدأ {إِلَّا} أداة حصر لتقدم النفي، {يَظُنُّونَ} فعل مضارع وفاعل والجملة فعلية خبرهم {فَوَيْلٌ} الفاء استئنافية وويل مبتدأ ساغ الابتداء به لتضمنه معنى الدعاء والتهويل {لِلَّذِينَ} الجار والمجرور خبر ويل {يَكْتُبُونَ} فعل مضارع وفاعل والجملة صلة الموصول {الْكِتابَ} مفعول به {بِأَيْدِيهِمْ} الجار والمجرور متعلقان بيكتبون {ثُمَّ يَقُولُونَ} عطف على يكتبون {هذا} مبتدأ {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} الجار والمجرور خبر والجملة الاسمية مقول القول: {لِيَشْتَرُوا} اللام لام التعليل ويشتروا فعل مضارع منصوب بأن مضمرة جوازا بعد لام التعليل والواو فاعل {بِهِ} الجار والمجرور متعلقان بيشتروا {ثَمَنًا} مفعول به {قَلِيلًا} صفة {فَوَيْلٌ} تقدم إعرابها وكررها للتأكيد {لَهُمْ} الجار والمجرور خبر ويل {مِمَّا} الجار والمجرور متعلقان بويل {كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ} فعل وفاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة ما {وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ} عطف على ما تقدم وقد سبق اعرابها.

.البلاغة:

الإطناب بذكر أيديهم فقد ذكرها والكتابة لا تكون إلا بها لتصوير الحالة في النفس كما وقعت، وتجسيبها أمام السامع حتى يكاد يكون مشاهدا لها ولتسجيل الأمر عليهم كما تقول لمن ينكر معرفته ما كتب ووقع: أنت كتبته بيمينك.

.[سورة البقرة: الآيات 80- 82]:

{وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (80) بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (82)}.

.الإعراب:

{وَقالُوا} الواو استئنافية قالوا: فعل وفاعل {لَنْ} حرف نقي ونصب واستقبال {تَمَسَّنَا} فعل مضارع منصوب بلن ونا ضمير متصل في محل نصب مفعول به {النَّارُ} فاعل والجملة فعلية في محل نصب مقول القول: {إِلَّا} أداة حصر {أَيَّامًا} نصب على الظرفية الزمانية متعلق بتمسنا {مَعْدُودَةً} صفة لأياما {قُلْ} فعل أمر وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت والجملة استئنافية {أَتَّخَذْتُمْ} حذفت همزة الوصل المتصلة بالماضي الخماسي لاجتماع همزتين والجملة في محل نصب مقول القول: {عِنْدَ اللَّهِ} ظرف متعلق باتخذتم {عَهْدًا} مفعول به {فَلَنْ} الفاء الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدّر والتقدير إن اتخذتم عند اللّه عهدا فلن {يُخْلِفَ} فعل مضارع منصوب بلن {اللَّهِ} فاعل {عَهْدَهُ} مفعول به {أَمْ} حرف عطف معادل للاستفهام فهي متصلة ويحتمل أن تكون منقطعة بمعنى بل وكلاهما يفيد معنى التقرير والتوبيخ {تَقُولُونَ} عطف على ما قبله {عَلَى اللَّهِ} الجار والمجرور متعلقان بتقولون {ما} اسم موصول مفعول تقولون {لا} نافية {تَعْلَمُونَ} فعل مضارع والواو فاعل والجملة لا محل لها لأنها صلة الموصول {بَلى} حرف جواب يثبت ما بعد حرف النفي {مَنْ} اسم شرط جازم مبتدأ {كَسَبَ} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله مستتر تقديره هو {سَيِّئَةً} مفعول به {وَأَحاطَتْ} عطف على كسب {بِهِ} الجار والمجرور متعلقان بأحاطت {خَطِيئَتُهُ} فاعل أحاطت {فَأُولئِكَ} الفاء رابطة لجواب الشرط واسم الاشارة مبتدأ {أَصْحابُ النَّارِ} خبره {هُمْ} مبتدأ {فِيها} متعلق بخالدون {خالِدُونَ} خبر هم والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط الجازم {وَالَّذِينَ} الواو عاطفة والذين اسم موصول مبتدأ {آمَنُوا} فعل وفاعل والجملة صلة الموصول {وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ} عطف على آمنوا {أُولئِكَ} مبتدأ أيضا.
{أَصْحابُ الْجَنَّةِ} خبر أولئك والجملة الاسمية خبر الذين {هُمْ} مبتدأ {فِيها} الجار والمجرور متعلقان بخالدون {خالِدُونَ} خبرهم والجملة الاسمية خبر ثان لاسم الموصول.

.الفوائد:

{بَلى} حرف جواب مثل نعم والفرق بينهما أن بلى تختص بوقوعها بعد النفي لتجعله إثباتا أما نعم ومثلها أجل فان الجواب بهما يتبع ما قبلهما في إثباته ونفيه فإن قلت لرجل: أليس لي عليك ألف درهم؟ فإن قال: بلى، لزمه ذلك وإن قال: نعم لم يلزمه ومن أحرف الجواب إي وجير.